القمة العربية الصينية… موريتانيا والصين علاقات الفرص المهدورة
تتسم العلاقات الموريتانية الصينية بسمات وخصائص تاريخية وسياسية واقتصادية وتجارية جعلتها تختلف عن علاقات الصين بأي بلد آخر في شبه المنطقة، ومن أبرز تلك الخصائص الأسس التي تستند عليها، والتي تؤكدها تصريحات مسؤولي البلدين، نذكر منها ما جاء على لسان السياسي والوزير الموريتاني السابق السيد محمذن ولد باباه، حيث قال إن “موريتانيا في طور الـتأسيس بحثت عن من تعتمد عليه فلم تجد سوى الصين”، وهو ما أكده الرئيس السابق المغفور له المختار ولد داداه في مذكراته بقوله “لم أجد أي تعاون تمكن مقارنته بالتعاون الصيني، فهو تعاون مثالي من جميع الأوجه… فيا ليت كل المانحين عبر العالم حذوا حذو الصينيين”. هذا عن الجانب الموريتاني، أما عن الجانب الصيني، فتعتبرالصين الرئيس المؤسس أحد الرواد الأوائل، الذين وضعوا حجر الأساس لإقامة العلاقات الصينية الإفريقية، والصينية العربية بعد دوره البارز في استعادتها لعضويتها في الأمم المتحدة أثناء رئاسته لمنظمة الوحدة الإفريقية سنة 1971، وهو ما مهد الطريق لتنامى العلاقات بين البلدين على نحو مستقر وشامل، جعل مستشار الدولة وزير الخارجية الصيني وان يي، يخصها دون غيرها في تصريحاته على هامش اجتماعات منتدى التعاون الصيني الإفريقي بالعاصمة السنغالية داكار نهاية نوفمبر 2021 بوصف خاص، حيث قال عنها “علاقات الصداقة الحديدية”، ولا يطلق هذا الوصف عادة في أدبيات الخارجية الصينية إلا على العلاقات الصينية الباكستانية، والقليل من الدول حول العالم.