لغز “هاوا تراوري”… وفاة غامضة تهز نواكشوط وتثير جدلًا جديدًا حول العنف ضد النساء

في تطوّر غير متوقّع لقضية وفاة الشابة هاوا تراوري، كشف تقرير الشرطة الموريتانية أن المعاينات والتشريح لم تُثبت تعرّضها للاغتصاب، كما لم تؤكّد وجود حمل، خلافًا لما تم تداوله في الأيام الأولى عقب العثور على جثتها داخل منزل في حي “نتك” بمقاطعة الميناء.
التحقيقات أوضحت أن الضحية كانت تتردد على منزل الشاب المشتبه به بشكل منتظم، وأن هذا الأخير هو من أبلغ ذويها بمكان وجودها قبل أن يلوذ بالفرار، مما دفع بالشرطة إلى توقيف أخيه للاشتباه في مساعدته إياه على الهرب، في انتظار إلقاء القبض عليه وإحالته إلى العدالة.
ورغم غموض الحادثة، وغياب أدلة على الاغتصاب، فقد أعادت وفاة هاوا إلى الواجهة قضية هشاشة وضع النساء الشابات في أحياء نواكشوط الهشة، وسلطت الضوء على انتشار العلاقات غير الشرعية ، وسط غياب آليات الدعم الاجتماعي والرقابة الأسرية.
الناشطة الحقوقية سهام حمادي أشارت إلى تسجيل 366 حالة اغتصاب في موريتانيا بين يناير ونوفمبر 2024، معظمها استهدفت قاصرات، مؤكدة أن غياب قوانين رادعة وثقافة الوساطة القبلية يسهمان في تكرار هذه الجرائم، فيما يرى ناشطون حقوقيون آخرون أن الحادثة ، حتى في ظل عدم إثبات الجريمة الجنسية، تكشف عن فجوة اجتماعية وأمنية تتطلب نقاشًا أوسع حول حماية الفتيات وتثقيف المجتمع، بعيدًا عن اللهفة في إصدار الأحكام أو تسييس القضايا قبل اكتمال التحقيقات.
وبين هذا وذاك، يظل الوضع الأمني المقلق، وانتشار الفساد الاجتماعي والبعد عن اعتماد ترسانة أخلاقية تتصدى لما تروج أيادي الانحلال الخفية، التي تبث محتويات لا تستثني في مقصودها صغيرا ولا كبيرا، ولا رجالا ولا نساء…كلها تظل حجرات عثرة في طريق كبح مثل هذه الأحداث والظواهر الدخيلة، التي لم تكن لتجد طريقا للطفو على السطح، لولا وجود أرضية قدّرت لها معاول الأخلاق أن تكون مواتية لنمو هذه البراعم الفتاكة…فهل يصل صدى صيحات استهجان واستغاثة، تعالت بين الأوساط المتضررة إلى المسؤولين؟؟…
أم الخير بنِت حمدا
زر الذهاب إلى الأعلى