الوطن قصيدة لا يُكتب بيتها إلا بالعمل/ محمد ولد عمار

الوطن ليس مجرد رقعة جغرافية نعيش فوقها، بل هو نبضٌ يسكن في القلب، وتاريخ نحمله في ذاكرتنا، ومستقبل نبنيه بأيدينا. هو القصيدة التي لا يُتقن صياغة أبياتها إلا من آمن أن الحب لا يُعبّر عنه إلا بالفعل، وأن الانتماء لا يُبرهن إلا بالعرق والتضحية.

كم سمعنا من شعارات، وكم كررنا من أناشيد، لكن الوطن لا ينتظر الأقوال، بل ينتظر من يتقن كتابة سطوره بسواعد قوية، وعزائم لا تلين. الوطن لا يطلب المستحيل، بل يسأل أبناءه: من منكم جعل من إخلاصه فريضة، ومن عمله رسالة، ومن وقته جسرًا يعبر به نحو مستقبل مشرق؟

حين يصبح العامل في مصنعه، والمعلم في مدرسته، والطبيب في مشفاه، والمزارع في أرضه، وكل فرد في موقعه، مؤمنًا أن ما يقدّمه ليس مجرد وظيفة، بل بيتٌ من أبيات قصيدة الوطن… عندها فقط تنهض الأوطان.

الوطن لا يُبنى بالصوت المرتفع، بل بالإتقان في العمل، بالإخلاص في الأداء، وبالنية الصافية التي تضع مصلحة البلاد فوق كل اعتبار. كل مشروع يُنجز بإخلاص، وكل فكرة تُثمر واقعًا، وكل خطوة نزيهة تُقرّبنا من المجد، هي بيت شعري في ملحمة اسمها “الوطن”.

فلنكن شعراء في حب أوطاننا، لا بأقلامنا فقط، بل بأعمالنا. فـ”الوطن قصيدة لا يُكتب سطرها إلا بالعمل”… فلنكتبها معًا، بحبر من ضوء، وأمل، ووفاء.

زر الذهاب إلى الأعلى