بعد سنوات من بزة الشرطة.. “زكرياء” ينظم المرور بزي “أمن الطرق”

زكرياء.. شاب معروف في شوارع روصو قرر قبل سنوات العمل على تنظيم السير في السوق المركزي، والشوارع المؤدية إليه ليضاف بذلك لعدد كبير من “أقرانه” الذين تطوعوا لتولي هذه المهمة بعدد من الشوارع حتى وصل الأمر لعاصمة البلاد.
ظل “زكرياء” لسنوات يحمل صفارته ويرتدي “بزة الشرطة” يصول ويجول بين سيارات لم تتعود كثيرا النظام، يغضب ويصرخ، ثم يضحك أحيانا من بعض التصرفات “المجنونة”.
يقف بقامته الفارعة في ملتقى الطرق وسط السوق المركزي وقد تمكن من ضبط إيقاع حركة السير، وارتبط بعلاقة ودية مع عدد من السائقين والمارة باعتباره “شرطي المرور الأول” الذي لا يعرف التقاعس عن المهمة التي كلّف نفسه بها.
ولارتباطه الشديد بتسيير حركة المرور وتنظيم السيارات لم يعد “زكرياء” يجد ذاته في الشرطة بعد أن “انتزعت” منها هذه المهمة وأوكلت لوحدات من أمن الطرق وصلت الأسبوع الماضي لمدينة روصو.
ويقول “زكرياء” إنه لا يستطيع البقاء “شرطيا” بعد أن لم يعد تنظيم المرور من المهام الموكلة إليهم، ولأنه يحب “النظام” فإن وقوفه بـ “زي الشرطي” إلى جانب “أمن الطرق” لم يكن مناسبا بالنسبة له.
استطاع “زكرياء” في وقت قياسي العثور على “زي أمن الطرق”، ووقف حيث تعود الوقوف منذ سنوات وبدأ يربط علاقة بالوافد الجديد، ويرى أن عملية “التحول” تمت بنجاح، وأنه من الآن وحتى إشعار آخر أصبح من “أمن الطرق”.
ظاهرة منتشرة..
وتنتشر في شوارع نواكشوط، وعدد من المدن الكبيرة ظاهرة تسيير حركة المرور من طرف أشخاص يرى البعض أنهم يعانون “مشاكل عقلية”، وقد أطلقت أسماء هؤلاء على شوارع رئيسية في نواكشوط.
ويرى بعض المتابعين أنهم نجحوا كثيرا في ما عجز عنه “العقلاء”.