روصو: فوضى وانتقائية في تسجيل المتضررين و”الأغنياء” قبل “الفقراء”
روصو – محمد ولد سيديا لـ “وكالة أنباء لكوارب”|| عبر مئات الفقراء في أحياء “الصطارة” و”الهلال” ودملدك” عن رفضهم للأسلوب الحالي المتبع من طرف فرق أوفدتها الجهات الإدارية لتحديد الأسر الأكثر احتياجا لتمكينها من الحصول على مواد غذائية ستوفرها مفوضية الأمن الغذائي.
وقال عدد من المواطنين خلال مشاركتهم في وقفة احتجاجية أمام مباني المقاطعة، إن الطريقة التي يتم بها التسجيل انتقائية، ومخالفة لكل القوانين المعمول بها.
وأوضح المحتجون الذين مارسوا لساعات “هواية السعي بين الوالي والحاكم”، حاملين مطالبهم، أنهم من ضمن الأسر الفقيرة التي تعيش حتى الساعة في البرك والمستنقعات وتمتنع فرق التسجيل من تسجيلها.
وأكدت “أمباركه بنت محمود” وهي أرملة فقيرة تعيل عدة أطفال في حي “الهلال”، أن المعنيين رفضوا تسجيلها رغم أنها تعيش وضعية صعبة في كوخ صغير تحيط به مياه الأمطار من كل جانب.
وأضافت “لقد تتبعت هذه الفرق في عدة أحياء وناشدتهم بالله تسجيلي لكنهم رفضوا”، معتبرة أن التسجيل لا يكون إلا بـ “الرشوة أو النفوذ”.
واستغربت المعنية هذا التصرف، معتبرة أنه هو حال مئات الأسر الفقيرة في الحي، معتبرة أن هذا الأسلوب هو المعتمد منذ سنوات من طرف الجهات المعنية في روصو.
حاكم المقاطعة يتحاور مع المحتجين..
عشرات المحتجين الذين رابطوا تحت أشعة الشمس الحارقة لعدة ساعات أمام مكتب والي الولاية دون أن يجدوا أي مسؤول يعرضون عليه مظلمتهم، توجهوا إلى مكتب حاكم المقاطعة.
وهتف عشرات النساء بشعارات ترفض الغبن، وتعتبر أن الدول لا يمكن أن تستمر في ظل الظلم والتهميش.
وأمام مباني المقاطعة حاول الحاكم تهدئة المحتجين، وإقناعهم بالجهود التي تقوم بها السلطات للتخفيف من معاناة المدينة.
وقال عبد القادر ولد الطيب إن جهود مكتب الصرف الصحي والحماية المدنية ساهمت حتى الساعة في فك العزلة عن عدد من الأحياء، مشيرا إلى أن كافة الأسر المحتاجة سيتم تسجيلها.
وواصل العشرات اعتصامهن أمام مباني المقاطعة، منتقدين بشدة عمل لجان التسجيل، في حين تقول المتحدثة باسم النساء السالمة بنت أمبارك “إنها لجان للزبونية والتضليل، وأنها تتعمد التلاعب بالفقراء، وتحابي الأغنياء”.
الأغنياء قبل الفقراء..
وقد اطلعت “وكالة أنباء لكوارب” على تسجيل ثلاث بطاقات تعريف لأسر ليست فقيرة تسكن في نواكشوط، ولا تمتلك أي منزل في روصو، وهي الحالة التي يرى سكان حي “الصطارة” أنها تكررت لعدة مرات، مستغربين هذه التصرفات.
ورافق موفد “لكوارب” إحدى فرق التسجيل ولاحظ أنها تقوم بتسجيل انتقائي، متنقلة بين أسر محددة في أحياء مختلفة.
ويقول نساء بحي “الصطارة” إنهن يعشن ظروفا صعبة في أحياء غمرتها مياه الأمطار بشكل كامل، إلا أن الجهات المعنية بالتسجيل ترفض تسجيلهن، قائلات “ما في المدينة أحوج منا”.
وأوضحت “أمنة بنت محمد سالم” أن عشرات الأسر عادت إلى بيوتها التي غمرتها مياه الأمطار خوفا من حرمانها من التسجيل، مضيفة “عدنا إلى بيوت ومساكن غير صالحة للسكن، لكننا في انتظار فرق التسجيل”.
وتتهم بنت محمد سالم “نشطاء السياسة ووجهائها المحليين” بتسجيل أسر خاصة، وحرمان الأسر التي لا تقبل أن تساق في مواسم الانتخابات من طرف هؤلاء.
ناشط سياسي: العملية ليست مسيسة وسكان روصو فقراء
وينفي عضو مكتب قسم حزب الإتحاد من أجل الجمهورية اتفاغ ولد محمد العبد، أن تكون عملية التسجيل مسيسة، معتبرا أن المشرفين عليها يمثلون الجهات الإدارية والمنتخبة والأمنية في المدينة.
وقال ولد محمد العبد في تصريح لـ “وكالة أنباء لكوارب” إن العملية تستهدف الأسر الفقيرة، خصوصا المنازل المتواضعة والمتضررة من الأمطار، مشيرا إلى أن هناك تسجيلا يستهدف توزيع معونات غذائية على الأسر الفقيرة، إلا أن هناك تسجيلا آخر يتعلق بالقطع الأرضية.
وأكد ذات المتحدث أن الفقراء سيمنحون قطعا أرضية بديلة عن أماكنهم التي لم تعد صالحة للسكن، وأن الأغنياء سيعوضون الجهات المعنية عن القطع التي ستمنح لهم.
واعتبر اتفاغ ولد محمد العبد – وهو رئيس سابق لفرع الحزب الحاكم في روصو – أن كل سكان المدينة يمكن اعتبارهم من الفقراء، معتبرا أن أغنياء المدينة هم ثلة من المستثمرين في القطاع الزراعي وملاك المصانع ولا علاقة لهم بالمدينة ولا يوجدون فيها خلال هذه المواسم.
وأكد المتحدث أن الحزب الحاكم لا علاقة له بالعملية الجارية، معتبرا أن البلدية هي التي تسير العملية في المدينة، وهي المعنية بانتداب أعضائها لهذه المهمة بغض النظر عن تموقعهم السياسي.