من إنفلونزا الطيور إلى كورونا.. الأمراض المعدية تطل برأسها من جديد

شهد عام 2024 ارتفاعاً كبيراً في انتشار العديد من الأمراض المعدية، ويرجع ذلك جزئياً إلى تغير المناخ وانخفاض معدلات التطعيم وظهور سلالات جديدة من مسببات الأمراض.

كشفت شركة “إيرفينيتي” (Airfinity)، المتخصصة في التنبؤ بالأمراض ومقرها لندن، في تحليل أولي أهمية مواجهة الارتفاع الملحوظ في الأمراض القابلة للوقاية والمتأثرة بالتغيرات المناخية، مع ضرورة تنسيق الجهود العالمية لمكافحتها.

شهد عام 2024 ارتفاعاً كبيراً في انتشار العديد من الأمراض المعدية، ويرجع ذلك جزئياً إلى تغير المناخ وانخفاض معدلات

تأثير تغير المناخ والتطعيمات

مع ارتفاع درجات الحرارة، بات بإمكان النواقل البقاء على قيد الحياة والوصول إلى مناطق جديدة.

ومن المتوقع أن يكون هذا العام الأكثر سخونة في التاريخ، إذ وصل متوسط درجات الحرارة العالمية إلى 1.62 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية في نوفمبر، وفقاً لخدمة كوبرنيكوس لتغير المناخ الممولة من الاتحاد الأوروبي. إلى جانب ذلك، ساهم انخفاض معدلات التطعيم بعد جائحة فيروس كورونا، وظهور سلالات جديدة للأمراض في انتشارها على نطاق أوسع.

جدري القردة، الذي يُعتبر عادةً أقل عدوى وأخف حدة من الجدري، أودى بحياة مئات الأشخاص هذا العام بعد ظهور سلالة أشد خطورة في جمهورية الكونغو الديمقراطية، ما دفع منظمة الصحة العالمية إلى إعلانه كحالة طوارئ صحية عامة عالمية للمرة الثانية. كما أدى انخفاض معدلات التطعيم على مستوى العالم بعد الجائحة إلى عودة ظهور الحصبة التي ارتفعت بنسبة 380% في الولايات المتحدة و147% في أوروبا.

تأثير الصراعات على الصحة

كشفت “إيرفينيتي” أيضاً أن نزوح السكان واضطراب حملات التطعيم بسبب الصراعات العسكرية تسببا في عودة انتشار شلل الأطفال في أفغانستان وباكستان، وهما الدولتان الوحيدتان اللتان لا يزال المرض مستوطناً فيهما ويؤثر بشكل رئيسي على الأطفال.

وقالت كريستان بيروفا، المحللة لدى “إيرفينيتي”، إن “عودة الأمراض القابلة للوقاية وتأثير تغير المناخ على الصحة العالمية يُظهران الحاجة إلى التزام أقوى بالتدابير الوقائية وتبني الابتكار لمواجهة الأمراض”.

كما دعت إلى تعزيز مشاركة البيانات عالمياً ومراقبة الاتجاهات لضمان استجابة صحية عامة منسقة.

المصدر: الشرق

زر الذهاب إلى الأعلى