مأمورية الشباب / بابه ولد يعقوب ولد أربيه
من باب الصراحة فإنني أنظر بكثير من الريبة إلى الشعارات الكبيرة و العنوانين المرحلية لأنها ببساطة تعزف في عقلي الباطن لحنا يذكر بالأنظمة الشمولية والانتكاسات العربية ، ولكن دعكم من نظرتي المثبطة التي لا يبررها سوى أن المشفق مولع بسوء الظن .
دعونا نتفائل خيرا ونتحث في الشأن العام الوطني فما نحن إلا من سمار ذاك الحي وليكن حديثنا عن إطلاق الرئيس غزواني إبان حملته على مأموريته القادمة إسم مأمورية الشباب .
من نافلة القول أننا لسنا داعمين دعما لا مشروطا ولا معارضين معارضة أفاكة متآمرة ولكننا مواطنون وعلى أعتاب الأربعين وبالتالي سنسلك طريق الاتزان – مبلغَ جهدنا – إن شاء الله .
للتاريخ حضور قوي أثناء الحديث عن السياسة وأمور الحكم وصفحات التاريخ الاسلامي والعربي مليئة بقادة شباب نحجوا في مأمورياتهم نجاحا لازلنا نجني ثماره حتى الآن ، أسامة بن زيد رضي الله عنهما الذي قاد جيشا من الصحابة رضوان الله عليهم ومحمد بن القاسم الثقفي ذو السابعة عشر من عمره الذي فتح السند وغيرهم كثر .
متى حضر التاريخ تحضر الجغرافيا أو هكذا على الأقل ربطوا بينهما في أذهاننا أثناء التعيم الأساسي والثانوي ، تحكي الجغرافيا عن جارة قريبة لنا يحكمها الشباب ولا تزال تسير بخطى موفقة في طريقها المبارك إن شاء الله
إذا ما دام التاريخ والجغرافيا في صفنا فلنلق نظرة على الواقع نقيم خلالها السياسات السابقة التي تمتيزت بإعادة الثقة في المتقاعدين ومن هم على أعتاب التقاعد لنر كيف كانت النتائج دون تطلعات الجميع بمن فيهم فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني .
حسنا ربما نكون قد اتقفنا على أهمية إشاراك الشباب وفاعليتها بشهادة التاريخ والجغرافيا والواقع ، إذا فلنتفق على خطوات عملية لإشراك الشباب في الشأن العام .
إشارك الشباب لا يعني تعين وزير شاب كومبارس لايفقه شيئا عن وزارته و لا يعني كذلك تخصيص عشرين مقعدا لأبناء النافذين من قاعة البرلمان المكيفة التي تتسع لعشرات النائمين .
لكن مأمورية الشباب ستكون مجدية حسب رأيي إذاما صاحبتها الخطوات التالية :
– تشجيع ودعم ومواكبة الشباب بصفة جدية وشفافة على ولوج ميدان المقاولات الصغيرة والمتوسطة في مجالات الزاراعة و التعدين و الصيد والسياحة .
– دعم حقيقي وجاد للتكوين المهني وذلك من خلال توقيع اتفاقيات ثنائية مع الدول الصديقة من أجل تكوين الشباب الموريتاني مهنيا بالاضافة إلى فتح معاهد جهوية للتكوين المهني في جميع الولايات وبمواصفات دولية والربط بين ميادين هذا التكوين واحتياجات سوق العمل في البلد .
– المحاربة الجادة للوساطة والمحسوبية والزبونية في التعينات والتوظيف في القطاعين العام والخاص واعتماد المسابقات وغيرها من طرق التوظيف الشفافة التي تضمن بإذن الله وصول الموظف المناسب إلى المكان المناسب .
– دعم وتجشيع المواهب الشابة في المجالات الثقافية والرياضة وذلك من اخلال استحداث آلاليات جادة لاكتشاف هذه المواهب مبكرا .
– ضخ دماء جديدة شابة في بعثاتنا الدبلوماسية وفي مجالس إدارات شركاتنا الوطنية والحرص على فتح باب التكوين المستمر في الجامعات المفتوحة أمام الموظفين الحكوميين والخصوصيين الذين التحقوا بالعمل المبكر من أجل مردودية أكبر .
– الاستماع باهتمام للأصوات النقابية وإعطاء النقابات مكانتها الطبيعية .
– تشجيع البحث العلمي وربطه بهتمامات البلد وبالتحديات التي تواجهه وإعطاء منح للباحثيين الشباب تجعلهم يتفرغون لأبحاثهم ذات المردودية الهامة على البلد .
– توجيه رجال الأعمال الوطنيين للاستثمار في العنصر البشري من خلال إنشاء جامعات خصوصية ومستشفيات ومخابر و دور نشر و مكتبات كبيرة ومجمعات رياضية .
– القيام بإحصاء شامل وبيومتري للشباب العاطلين عن العمل وإنشاء قاعدة بيانات لهم بالاضافة إلى آلية وطنية للتحقق من الشهادات المزورة وكافة المعلومات المغلوطة فيما يتعلق بالبروفايل الاكاديمي والمهني .
– المعاقبة الجادة لكل الشباب والمواطنين الموريتانين المتحايلين على المستثمرين الأجانب وبالتالي حماية سمعة البلد وجلب الاستثمار إليه .