إنجاز طبي نادر.. نجاح أول عملية زراعة حنجرة كاملة لمريض سرطان

استعاد رجل أمريكي من ولاية ماساتشوستس صوته بعد أن أزال الجراحون حنجرته المصابة بالسرطان في فبراير الماضي، واستبدلوا بها حنجرة جرى التبرع بها، في خطوة عُدّت رائدةً في المجال الطبي.

وحسبما نقلت وسائل إعلامية يوم الثلاثاء الماضي، يُعد مارتي كيديان الشخص الثالث فقط في الولايات المتحدة الذي يخضع لعملية زرع كامل للحنجرة، إذ تعد عمليات زرع “صندوق الصوت”، (الحنجرة)، نادرة للغاية، وعادةً لا تكون خياراً للأشخاص المصابين بالسرطان النشط.

وعرض الجراحون في مؤسسة “مايو كلينيك” في أريزونا على كيديان إجراء عملية الزرع، بوصفها جزءاً من تجربة سريرية جديدة تهدف إلى فتح الباب أما عملية من المحتمل أن تغيِّر حياة مزيد من المرضى، بما في ذلك بعض المصابين بالسرطان، وهو السبب الأكثر شيوعاً لفقدان الحنجرة.

والحنجرة هي جزء من الحلق يحتوي على الحبال الصوتية التي تسمح للإنسان بالتنفس والبلع والتحدث. وبفضل عملية الزرع الرائدة، عاد صوت مارتي كيديان تدريجياً واستعاد نحو 60% من الوظيفة الصوتية.

قال كيديان (59 عاماً) لوكالة “أسوشييتد برس” بعد أربعة أشهر من عملية الزرع: “يحتاج الناس إلى الحفاظ على صوتهم”، ولا يزال صوت كيديان أجشّ لكنه قادر على إجراء محادثة لمدة ساعة. “أريد أن يعرف الناس أن هذا ممكن”، حسب تعبيره.

ووفق الوكالة، فإن الدراسة صغيرة حتى الآن وسيُسجَّل تسعة أشخاص فقط، لكنها قد تُعلم العلماء أفضل الممارسات لعمليات الزرع المعقدة هذه، بحيث يمكن في يوم من الأيام تقديمها لمزيد من الأشخاص الذين لا يستطيعون التنفس أو البلع أو التحدث بمفردهم بسبب تلف أو إزالة الحنجرة جراحياً.

وقال الدكتور ديفيد لوت، رئيس قسم جراحة الرأس والرقبة في فينيكس بمستشفى “مايو كلينيك”: “يصبح المرضى منعزلين للغاية، كأنهم محصورون بعيداً عن بقية العالم.” مشيراً إلى أنه بدأ الدراسة لأن مرضاه كانوا يقولون له إنه ربما هم على قيد الحياة لكنهم لا يعيشون حقاً.

ومنذ نحو عقدين من الزمن، كان الدكتور ديفيد لوت وفريقه في “مايو كلينك” يبحثون في مسألة زراعة الحنجرة، وتعد عملية زرع الحنجرة عملية جراحية معقدة، حيث تحل محل حنجرة المريض والهياكل المحيطة بها. ونُفِّذ عدد قليل فقط منها في جميع أنحاء العالم.

وتعرّف الفريق على كيديان، الذي أصبح أول مريض في العالم يخضع لعملية زرع حنجرة كاملة بنجاح، والذي بدأ الآن في استعادة صوته.

وكان أول اثنين من متلقي زراعة الحنجرة في الولايات المتحدة -في “كليفلاند كلينك” عام 1998، وجامعة كاليفورنيا في ديفيس عام 2010- قد فقدا صوتيهما بسبب إصابات؛ أحدهما بسبب حادث دراجة نارية والآخر تضرر بسبب جهاز التنفس الصناعي في المستشفى.

لكنّ السرطان هو السبب الأكبر، وتقدر جمعية السرطان الأمريكية أن أكثر من 12600 شخص شُخصت إصاباتهم بنوع من سرطان الحنجرة هذا العام، ويخضع كثيرون اليوم لعلاج للحفاظ على الصوت، فيما أُزيلت الحنجرة بالكامل لآلاف الأشخاص، ويتنفسون من خلال ما يسمى أنبوب ثقب القصبة الهوائية في عنقهم، ويكافحون من أجل التواصل.

TRT عربي – وكالات

زر الذهاب إلى الأعلى