نحن والغرب: ازدواجية المعايير / عبد الودود سيد الهادي
عندما يعلن الغرب الحرب، تصبح عالمية
عندما يتكون لدى الغربيين رأي في مسألة ما، فهو رأي دولي
وعندما يتكلمون فإنهم يفعلون ذلك باسم المجتمع الدولي.
أما قيمهم فهي قيم عالمية، وعندما تقع في الغرب أزمة، فهي أزمة عالمية.
عندما يتحدثون فهم يستخدمون مصطلح اللغة. أما إذا تعلق الأمر بالآخرين، فتلك بالضرورة لهجات.
ثمارهم لها أسماء مثل التفاح والمشمش والخوخ. أما تلك القادمة من العالم الثالث فهي غريبة وبربرية وبلا أسماء.
لقد استقروا قسراً في أمريكا وكندا وأستراليا وجنوب أفريقيا وأمريكا الجنوبية ويعاملوننا كمهاجرين.
عندما يأتون إلينا يسمون أنفسهم مغتربون وعندما نأتي إليهم يسموننا مهاجرين.
ويقولون عن أنفسهم إنهم في وضع غير نظامي في بلد آخر، أما عندما يتعلق الأمر بنا، يقولون إننا بدون وثائق (des sans papiers)، ومقيمين غير قانونيين.
وعندما يهاجمون المحتل فهم مقاومون. وعندما نهاجم نحن المحتل فنحن إرهابيون (وليست فلسطين منا ببعيد)
هم الوحيدون الذين يستطيعون تجهيز أنفسهم بالقنابل الذرية، والغريب أنهم يتهمون الآخرين بصناعة واستخدام “أسلحة الدمار الشامل”.
عندما ترتدي المرأة منا الحجاب، فإنها تتعرض للقمع. أما محجباتهم فيسموهن قديسات (أخوات).
عندما حاربوا الشواذ منذ ما يقرب من نصف قرن، كانوا يطلقون عليهم المثليين جنسياً، والشواذ ببساطة. والآن بعد أن تقبلوهم واعترفوا بهم، أطلقوا عليهم تسميات من قبيل (Gays) وما إلى ذلك.
عندما يؤمن الغرب بالقيم الكنسية، فيجب على العالم كله أن يؤمن بها. والآن وبعد أن صبأ الغرب عن تلك القيم، فيجب على العالم كله أن يقبل زواج المثليين والتساوي بين الجنسين وحقوق المرأة وقانون النوع والقائمة تطول.
عندما يقرضوننا المال، يتحدثون عن المساعدات. عندما يأتون لنهبنا، يتحدثون معنا عن الشراكة واتفاقيات الشراكة و..و….
عندما يقومون بذلك، فهذا يسمي ممارسة الضغط، عندما يتعلق الأمر بنا، فذاك يسمى الفساد والمحسوبية والزبونية.