الصعود نحو الهاوية / محمد افو
من يخرج من بيته متجها إلى ” تفرق زينة ” سينتابه شعور نسبي بالهجرة من بلد إلى آخر ، و سرعان ما يتعزز لديه الشعور بالغربة المطلقة حين يدخل مطعما أو مقهى في هذه ” المقاطعة الوطنبة ” .
الموظفون أجانب
اللغة اجنبة
الموسيقى أجنبية
الوجبات اجنيية
اللوحات
كتيب الوجبات
الفواتير
… ilekh
فقط عندما تقرر أن تدفع ستدخل يدك في جيب دراعة وتخرج منها عملة وطنية .
ما اتحدث عنه ليس حيا لاتينيا داخل مدينة منتعشة ، ولا ظاهرة معزولة ضمن حيز جغرافي أو اجتماعي مميز ، بل حالة اغتراب مريحة تمارسها النخبة الموريتانية برمزية صامتة .
فالشعور بأنك خارج الحيز الذي تكفر به يمنحك راحة الإيمان المؤقت بأنك لست أنت وأنك تشبه آخرين استعمروا ذائقتك منذ أمد بعيد وبطريقة معقدة .
سترجع لحيك الذي تمر فيه اعياد ميلاد الأطفال بلا ذكرى أو كعكة أو هدايا ، وستنشغل بوضع آلية لتجاوز الحدود الرمزية نحو المجتمع ” الراقي ” الذي سيرقيك من جنون ذاتك الثقافية ويحيلك إلى زومبي يتحرك وفق إرادة المصمم أو المهيمن الساحر .
في ” تفرق زينة ” ستكون pepe لأنك في الحقيقة لا تستسيغ أن تكون ” الداه ” تماما كما يتحول “اطفيل” إلى baby ، ستحاول استخدام بعض العبارات الفرنسية علها تستر بعض عيوب مسارك الدراسي المحظري ، ففي معتقدات ” المقاطعة ” لا شيء جميل في اللغة العربية ولا آدابها أو علومها ، جمال تنقلك ببن عبارات من لغة لم تدرسها ولأمة لم تزرها أو ترها .
عزيزي المهاجر ..
دعنا نتفق على أنك موريتاني أو نتفق على أنك ” مبدل ” لأننا لن نستطيع الاتفاق على أنك فرنسي أو سويسري أو بلجيكي أو حتي مغربي .
إذا كنت موريتانيا فنحن أهل ” انويميرت ” وإذا كنت فرنسيا فماهي ترجمة عبارة ” مبدل ” ؟ .