تكانت.. ولاية زراعية وسياحية بامتياز وفرص استثمارية واعدة

حبا الله ولاية تكانت بموقع جغرافي متميز، ومقدرات زراعية ورعوية، وتراث غني، ومعالم طبيعية ساحرة، مما جعلها تعيش أصالة خالدة في الأذهان، وعنصرا فاعلا في التنمية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية المستديمة للبلد.
تقع الولاية في وسط البلاد على خط 17_18 شمالا، و11_13 جنوبا، تحدها من الشمال ولاية آدرار، ومن الغرب ولاية لبراكنة، ومن الجنوب ولايتي لعصابة والحوض الغربي، ومن الشرق ولاية الحوض الشرقي، على مساحة إجمالية 95200 كيلومتر مربع، وكثافة سكانية بنسبة 1.5 لكل كيلومتر مربع، كما يبلغ أعلى ارتفاع في الولاية 700 متر “جبل أشتف”.
ويبلغ عدد سكان الولاية، حسب آخر إحصاء للسكان والمساكن 2013، (80) ألف نسمة.
وتضم تكانت إداريا ثلاث مقاطعات، هي مقاطعة تجكجة ويتبع لها مركزين إداريين هما الرشيد والقدية، وتضم المقاطعة خمس بلديات هي: بلدية تجكجة، وبلدية الواحات، وبلدية النيملان، وبلدية بوبكر بن عامر، وبلدية لحصيرة.
ومقاطعة المجرية وتضم ثلاث بلديات هي: بلدية المجرية وبلدية السدود، وبلدية تامورت انعاج، في حين تضم مقاطعة تيشيت مركز لخشب الإدري، وبلديتي تيشيت ولخشب.
تتميز الولاية بالمناخ الصحراوي الحار الجاف، ترتفع درجات حرارته وتبلغ ذروتها خلال فصل الصيف، قليل التساقطات المطرية، كما تتميز بالنبات الصحراوي، القليل الكثافة والانتشار.
أما من حيث التضاريس فتنتشر في عموم الولاية الكثبان الرملية الصحراوية النشطة، إضافة إلى الجبال ــ التي تتواجد في الجزء الجنوبي من الولاية ــ والهضاب والسهول والوديان التي يوجد بها واحات النخيل.
وعلى مستوى الاقتصاد المحلي للولاية، يعتمد السكان على الزراعة بأنواعها (الموسعة، الكفاف، والمكثفة)، كما قامت الدولة عن طريق مشروع الواحات بانجاز عدد كبير من النشاطات الهادفة الى ترقية هذا القطاع كحفر الابار الارتوازية وتوفير وسائل حديثة للري وجلب الماء إضافة إلى إنشاء واحات نموذجية مكنت الفئات الهشة من تملك النخيل واعتماد الزراعة وراء السدود وعلى طول الأودية حيث يعتبر وادي تامورت أنعاج سلة غذائية لم تستغل الإستغلال الحقيقي حتى الآن.
كما يقوم السكان بتربية الماشية وتنميها، حيث ساهمت في تعزيز صادرات الولاية من المواشي إلى داخل البلاد، واشتهروا كذلك بصناعة الخيم التقليدية، والآلات والأدوات المنزلية المختلفة، وزخرفة جدران المنازل التي تعطي للمدن رونقها الأصيل.
وفي مجال السياحة، تتمتع ولاية تكانت بمناظر طبيعية وبنية تضاريسية جيولوجية تمزج بين رمال الصحراء والمناظر الخضراء، إضافة إلى خزان أثري تراثي باديا للعيان يستقطب الزوار من داخل البلد وخارجه، لدراسته واستكشافه والتعرف على تاريخ الولاية والمراحل التي مرت بها البشرية في حقب زمنية عديدة مضت.
أما على المستوى الثقافي والعلمي، فتزخر تكانت بكم هائل من المخطوطات العلمية التاريخية في مكتباتها التي تنير روادها المطالعين والمتطلعين لماضي الأمم واستكشاف حضاراتهم الثرية بالكنوز.
واشتهرت الولاية بمئات المحاظر يعود تأسيس بعضها إلى قرون خلت، وقد نهل من معينها الصافي طلاب العلم من داخل موريتانيا وخارجها، وخرّجت علماء نشروا العلم والمعرفة داخل البلاد وخارجه.
وفي مجال الأنثروبولوجيا، تزخر الولاية بآثار تاريخية تعود لمئات العقود، تستقطب دارسي الآثار، حيث ما زالت شواهد مادية حية تفيد بتاريخ السكان القدامى وهي موجودة الآن في أعلى الجبال والتلال والهضاب والسفوح التي سكنوها، مثل: مدينة “اقريجيت” التاريخية، والآثار الموجودة في جبل “اغلمس” بقرية لحويطات، الذي يعد أقدم معلم أثري بعد “أزوكي” في موريتانيا.
وتعاني الولاية من جملة من المشاكل أثرت على الحياة الاقتصادية والاجتماعية بها، حيث يعد مُشكل التصحر وندرة المياه والبنية الجيولوجية ــ التي تسببت في عزلة القرى ومدن حضرية وأخرى تاريخية وأماكن أثرية ــ من أهم التحديات التي تواجهها تكانت، الأمر الذي أبان بشكل جلي عن نمط عيش وسكن السكان، وتسبب في بطء تحقيق التنمية المستديمة.