موريتانيا أولا../ محمد سالم سيد آمين

عديد الجاليات الشقيقة، لم يتفهموا القرار السيادي لبلادنا، بشأن محاربة الهجرة وتعزيز الرقابة على القاطنين في البلد، ومطالبتهم بتصحيح وضعياتهم القانونية، أو الرحيل!

لقد شهدت بلادنا، تدفقا – في السنوات الأخيرة – غير مسبوق من طرف الأشقاء ذوي القربى، هربا من النزاعات الداخلية، أو طمعاً في المنافسة على وظائف شاغرة من جميع الموريتانيين، ومسجلة بماركا أجنبية صرفة، أو عبورا إلى القارة العجوز.

احتضنهم البلد، حتى على حساب أبنائه، وتجاوز عن زلاتهم في التجارة التي يمتهن بعضهم، وجُنح إن لم تكن جِنايات البعض الآخر، كل ذلك لمْ يترك “اصْداكية ولا كط كَرّْ” بل زاد التغول ونكران الجميل وتعدي على ممتلكات الموريتانيين وترويع حُرمهم وسلب أرواح بعضهم بسبب شجارٍ، وكأنّنا نحن أصحاب التآشر، غريبو الأوطان.

جاءَ نظامٌ وعى خطورة الهجرة، والخارجين على الأعراف الوطنية والدولية، فبدأ بالدعوة إلى تصحيح الوضعيات – دون تخصيص جالية بلد عن بلد – فما استجاب للنداء إلا قلة من الجاليات العربية، واستأثر البقية بسفاراتهم وعلاقاتنا البينية معهم، حتى طالتهم يدُ الدولة القوية، فاستغاث بعضهم بنائب، يقطن بين ظهرانيهم، وصرخ البعض الآخر مستنجداً بسفارة، فكانت كل تلك المساعي باهتة أمام رجل الدولة وصاحب قبضتها..تهاوت الخِطابات العنصرية وطفق أخ السليك يُردد الشتائم، على نحو حمّالة الحطب، فما زاد ذلك إلا حرصاً وتمسكاً بمنهج “التصحيح أو المغادرة” حتى يخلو لكم وجه الوطن وتكونوا من بعده قوماً آمنين.

سيُسكتُ البرلمان الأصوات النجاز، وتطالُ يد الأمن قوى الظلام، ودعاة العنصرية، ويعم الأمن والأمان والرفاه.

زر الذهاب إلى الأعلى