أي حكومة نريد؟ / محمد الأمين ولد الفاظل

إننا في “منتدى 24 ـ 29 لدعم ومتابعة تنفيذ برنامج رئيس الجمهورية” نأمل في أن تكون الحكومة القادمة التي ستشكل بعد تنصيب فخامة الرئيس، حكومة كفاءات وطنية، قادرة على تحقيق الوعود والالتزامات الانتخابية التي جاءت في برنامج رئيس الجمهورية (طموحي للوطن)، وخصوصا ما يتعلق منها بالتزاماته في مجال محاربة الفساد والتمكين للشباب وعصرنة الإدارة وإصلاحها.
نعم لحكومة تحارب الفساد
إننا في “منتدى 24 ـ 29″ نأمل أن تكون الحكومة القادمة حكومة قادرة على محاربة الفساد بجدية وصرامة، وقادرة على أن تُجَسِّد عمليا العبارة الشهيرة التي قالها المرشح محمد ولد الشيخ الغزواني وبنبرة قوية في خطاب افتتاح حملته الانتخابية: ” لن يكون هناك مكان بيننا لمن يُصرُّ على مدِّ يده للمال العام، كائنا من كان، ولن يُراعى في ذلك أي اعتبار”.
إننا نريدها حكومة قادرة على أن تحقق تطلعات الشعب الموريتاني الذي صوت للمرشح غزواني بنسبة 56.12%، صوت له، وهو يأمل أن تكون المأمورية الثانية مأمورية حرب جدية على الفساد والمفسدين؛
إننا نريدها حكومة تدرك جيدا، و تعي جيدا، أن استمرار الفساد لم يعد يهدد الاقتصاد فقط، بل أصبح يهدد كذلك كيان البلد وتماسكه، وتهديد الفساد لتماسك بلدنا وأمنه لم يعد أقل خطورة من تهديد الإرهاب أو المخدرات أو الانقلابات، وهو ما يعني أن المحافظة على أمن البلد وتماسكه في السنوات القادمة لن تكون ممكنة إلا إذا كانت هناك حربٌ جدية ضد الفساد والمفسدين.
نعم لحكومة تُجَسد مأمورية الشباب
إننا نريدها حكومة قادرة على أن تُجسد شكلا ومضمونا التزام المرشح غزواني بجعل مأموريته الثانية مأمورية بالشباب ومن أجل الشباب، أي أننا نريدها حكومة قادرة على التعامل بشكل جيد واحترافي مع الملفات التي تَعْنَي الشباب بشكل مباشر، وخاصة منها ما يتعلق بإصلاح التعليم، وترقية التكوين المهني، ومحاربة البطالة، والحد من انتشار الجريمة وتفشي المخدرات في صفوف القصر والمراهقين، وتطوير البنى التحتية الثقافية والرياضية، ودعم المقاولات الشبابية، وتشجيع المواهب والإبداع والابتكار في صفوف الشباب.
كما نُريدها حكومة قادرة على إشراك الشباب في صنع القرار، وذلك من خلال ضخ دماء جديدة من أصحاب الكفاءات الشبابية كلما كان ذلك ممكنا، مع إبعاد كل من تحوم حوله شبهة فساد، وكل من مُنح سابقا العديد من الفرص، وجُرب في حكومات سابقة، وفي عهود سابقة، وأثبت فشله وعجزه عن تأدية المهام الموكلة إليه.
نعم لحكومة تُنْهِي مشاكل الماء والكهرباء والعلف
إننا في “منتدى 24 ـ 29” نريدها حكومة قادرة على أن تجعل من المأمورية الثانية للرئيس محمد الشيخ الغزواني مأمورية لوضع حلول جذرية ونهائية لمشاكل انقطاعات الماء والكهرباء في المدن، ولمشاكل نقص العلف أو ارتفاع سعره في الأرياف، ويزداد الأمر إلحاحاً بالنسبة للعلف في ظل ما تشهده الجارة الشقيقة مالي من مشاكل أمنية، ومن عدم استقرار سياسي، لا أحد يستطيع أن يتكهن بمآلاته.
لم يعد من المقبول أن تستمر نفس المشاكل المتعلقة بالماء والكهرباء والعلف، سنة بعد سنة، وعقدا بعد عقد، ونظاما بعد نظام، دون أن تجد حلولا جذرية ونهائية.
في شهر إبريل الماضي، عَبَّر فخامة رئيس الجمهورية عن أسفه لاستمرار الحديث عن وجود نقص في المياه والكهرباء، وكان ذلك على هامش زيارة له لمدينة نواذيبو عاصمتنا الاقتصادية، وما يحدث في العاصمة نواكشوط وبقية المدن الأخرى من انقطاعات للماء والكهرباء معروف لدى الجميع، ولا نحتاج لأن نذكر به هنا، واستمرار هذا الحال على حاله لم يعد مقبولا، ولذا فلا بد من رفع الصوت بالقول : لا خير في حكومة قادمة لا تستطيع أن تضع حلولا جذرية ونهائية لانقطاعات الماء والكهرباء في المدن، ولنقص العلف وارتفاع سعره في الريف.
نعم لحكومة تأخذ العبر من الأزمات
قد يكون من المهم التذكير ببعض الأزمات العالمية والإقليمية التي حدثت في السنوات الأخيرة، والتي لم تسلم بلادنا من نتائجها السلبية، وكل هذه الأزمات تقول بلغة منذرة بالخطر، لا تقبل أي تأويل، بأن الاكتفاء الذاتي من الغذاء لم يعد مجرد مطلب وطني شديد الإلحاح، بل أصبح أكثر من ذلك مطلبا سياديا ووجوديا يرتبط به مصير بلدنا، ومن تلك الأزمات التي على الحكومة القادمة أن تأخذ منها الدروس والعبر، نذكر:
1 ـ جائحة كورونا وما صاحبها من إغلاق للحدود واختلال في التموين بالسلع والمنتجات؛
2 ـ إغلاق معبر الكركرات لعدة أسابيع خلال شهر أكتوبر من العام 2020، وما صاحب ذلك من ارتفاع كبير في أسعار الخضروات، بل واختفائها تماما من أسواقنا المحلية؛
3 ـ حرب أوكرانيا، وما صاحبها من ارتفاع كبير في الأسعار، وخاصة أسعار القمح.
مثل هذه الأزمات يمكن أن يحدث مستقبلا، وربما بشكل أكثر خطورة، ولذا فإننا بحاجة إلى حكومة قادرة على أن تحقق خلال المأمورية الثانية لرئيس الجمهورية اكتفاءً ذاتيا من الخضروات يضمن توفرها في السوق بشكل دائم وبأسعار مقبولة سواء أغلق معبر الكركرات أو فُتح، ونحن بحاجة كذلك إلى حكومة قادرة على أن تحقق اكتفاء ذاتيا من الحبوب الأساسية، وخاصة القمح، وذلك بعد أن قطعنا خطوات كبيرة في مجال تحقيق الاكتفاء الذاتي من الأرز، ونحن بحاجة إلى حكومة قادرة على أن تشيد مصانع لتحقيق اكتفاء ذاتي من اللحوم البيضاء والحمراء ومن الألبان ومشتقاتها، ولِمَ لا، تصدير الفائض؟
أيعقل أن يستمر بلدٌ أنعم الله عليه بثروة حيوانية كبيرة في استيراد الألبان وبعض مشتقاتها، وإنفاق مبالغ ضخمة من العملات الصعبة على ذلك؟
أيعقل أن يستمر بلدٌ أنعم الله عليه بواحد من أغنى الشواطئ في العالم بالسمك في استيراد “السردين”، وإنفاق مبالغ كبيرة من العملات الصعبة على ذلك؟
إننا نريد حكومة قادرة على أن تخلق في مأمورية الشباب هجرة شبابية واسعة إلى الزراعة عموما، وإلى “شمامة” خصوصا، هجرة أكبر من هجرة الشباب إلى التنقيب عن الذهب، وهجرته إلى الولايات المتحدة، وبذلك تصيب حكومتنا التي نُريد عدة تحديات في مقتل، وبرمية واحدة، ومن تلك التحديات: الحد من البطالة، تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء، وقف هجرة الشباب إلى الخارج.
نعم لحكومة تستمر في الإنجاز
إننا نريدها حكومة تستمر في الإنجازات على المستوى الاجتماعي، ولا تتوقف عن العمل لصالح الفئات الهشة، مع ضرورة توسيع دائرة المستفيدين في المأمورية الثانية، وذلك من خلال العمل على تخفيض أسعار المواد الأساسية، وخاصة المحروقات، ليستفيد أكبر عدد ممكن من المواطنين من الخدمة الاجتماعية للدولة، ونريدها كذلك حكومة تستمر في إصلاح التعليم، وفي تشييد المدرسة الجمهورية، وفي هذه الجزئية لابد من لفت الانتباه إلى ضرورة البحث عن وزير كفء ليتولى حقيبة التعليم لعدة سنوات قادمة، وذلك حتى يتمكن من تحقيق إصلاح كبير على مستوى طموح الرئيس.
في المأمورية المنتهية مر بوزارة التهذيب الوطني وإصلاح التعليم أربعة وزراء ـ أو خمسة إذا ما حسبنا عملية اندماج وتفكك الوزارة ـ في خمس سنين، وهو ما يعني أنه لا وزير من بين الخمسة وجد فترة كافية لتحقيق أي إصلاح، وهو ما يعني أيضا ـ وهذا ليس أقل أهمية ـ أنه لا يمكننا أن نحمل أي وزير من الوزراء الخمسة البطء في عملية إصلاح التعليم، وذلك لسبب بسيط جدا، وهو أنه لا أحد من أولئك الوزراء مُنِح ما يكفي من وقت لتحقيق أي إصلاح يذكر.
نعم لحكومة إصلاح
ختاما، وبكلمة واحدة، إننا في المنتدى نريد حكومة قادرة على الإصلاح، ولا إصلاح يمكن أن يتحقق دون وزراء مصلحين، يمتلكون القدرة والرغبة في الإصلاح، وفي تحقيق كل ما التزم به فخامة رئيس الجمهورية للمواطن الموريتاني في برنامجه طموحي للوطن.
#منتدى24_29
حفظ الله موريتانيا..

زر الذهاب إلى الأعلى