رفع التحدي يوم 29 يونيو القادم.. الناخب بين المسؤولية واللامبالاة / أنًّ ولد الصوفي
أيها المواطن الكريم، أيها الناخب، كما تعلم، نحن على مسافة قصيرة من انتخاب رئيس للجمهورية، الذي سيقود أمتنا ويتحكم في مصيرها خلال مأمورية قدرها خمس سنوات. لذا، يجب التفكير مليًا في اختيار المترشح المناسب لظرفية بلدنا، جاعلين مصلحة الوطن فوق كل اعتبار.
في هذا المقام، يجب على كل مواطن أن يعرف أنه شريك استراتيجي لا غنى عنه لحماية نفسه ووطنه، ولا يفرط في واجبه المدني. وليعلم أن صوته له وزن كبير، فبه تتعزز الديمقراطية ويدار البلد. لذلك، عليه ألا يظن أن غياب صوته لا يؤثر على ترجيح الكفة لصالح مرشحه. فبقطرة واحدة يمتلئ الكأس ويفيض.
كما تعلم، هناك سبعة مترشحين نحترمهم ونقدرهم جميعًا. غير أن الأنسب منهم بالنسبة للموريتانيين هو الذي سيحظى بشرف قيادة البلد. لذا، يجب علينا جميعًا أن نحسن الاختيار ما استطعنا، كي لا نقع في نفس أخطاء من سبقونا، الذين فضلوا العمى على الهدى، فأخذهم الله بذنوبهم.
أما أنا، فلا أخفي عنكم، إخوتي الناخبين، أنني سوف أصوت لصالح المرشح الذي يجمع الموريتانيين بجميع مكوناتهم، ويحترمهم ولا يفرق بينهم. وأتمنى عليكم جميعًا، إخوتي الأعزاء، أن تعطوا أصواتكم لمن تتوفر فيه هذه الصفات، بعيدًا عن الاختيار على أساس القرابة أو لون البشرة. فالذين يفرقون بين مكونات هذا الشعب ويسبون شريحة منه ظلمًا وعدوانًا على أساس ظلم لا ذنب لها فيه، ليسوا مؤهلين لقيادة هذا البلد.
وفي الختام، أسمحوا لي أن أضرب لكم مثالًا تنويريًا: فلنفترض أن المرشحين السبعة قد خطبوا أمنا المسماة بالوطن، فأيهم سنختاره لها كزوج؟ بالنسبة لي، أعتقد أنه من حق أمّنا علينا أن نختار لها أكثر هؤلاء خلقًا وتدينًا، تمشيًا مع قول رسولنا عليه أفضل الصلاة والسلام: “إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير!”