الفشل هو الاكتفاء بتوقع النجاح قد:
كلنا قرأنا قصة الأرنب والسلحفاة ونحن في الطور التربوي ،لكننا فجعنا بحاجتنا للتربية والتعلم عندما بلغنا أشد الممارسة الواقعية في حياتنا .
يكثر الحديث هذه الأيام عن توقعات تؤكد نجاح مرشحنا في الشوط الأول من الانتخابات القادمة وبفارق مريح .
والمتأمل في تاريخ المواسم السياسية يتذكر جيدا شيوع هذا الانطباع في أيام كهذه من مواسم انتخابية سابقة .
يراهن كل الموالين على قوة حشد الوجهاء ورجال الأعمال والقوى التقليدية الصلبة والموالية بشكل عرفي .
لكن توقعات كهذه تقود الكثير من الناس إلى التخلي عن مسؤولياتهم بشكل متفاوت ( منهم من يتخلى عنها نسبيا ومنهم من يتخلى عنها كليا ) .
فرجل الأعمال سيفكر في توفير بعض تبرعاته للحملة لأن الرئيس ” ناجح ناجح” .
والوجيه سيؤثر بعد الراحة في العواصم الباردة بدل مباشرة العمل الميداني في مناطق نفوذه في الداخل لأن الرئيس “ناجح ناجح” .
وهناك من يحسب كم منافعه مقابل كم خسارته المتوقعة فيؤثر نفسه بناء على تلك المعادلة لأن الرئيس “ناجح ناجح “.
وهناك الوطني المخلص والمؤمن بالمرشح لكنه يعتقد بعدم قدرته على فعل أي شيء لإنجاحه .
وهناك ناخب سيقول في نفسه “ما هو الفرق الذي سيحدثه صوتي وصوت عائلتي في منافسة محسومة سلفا لصالح مرشحي المفضل ؟” فيؤثر الراحة في يوم المشقة والطوابير الطويلة تحت الشمس لأن الرئيس “ناجح ناجح ” .
أذكر كل هؤلاء والذين لم أتطرق لذكرهم أن مثل هذه التوقعات هي أقرب طريق للفشل وهي أخطر ما يمكن اعتقاده إبان حملة انتخابية رئاسية .
وكلكم تتذكرون انتخابات 2007 حيث كان الجميع يتوقعون نتائجها الحاسمة في الشوط الأول .
كانت حملة سيدي ولد الشيخ عبد الله رحمه الله مدعومة ماليا وسياسيا بشكل استثنائي لكن الفشل تسرب إلى الأداء حين ظنت غالبية القوى السياسية الموالية أن نجاحه محسوم وبالتالي لم تبذل كل جهدها وتخاذلت نتيجة ذلك الاعتقاد .
أدرك أن هذا التذكير لن يكون مريحا لكنه بالتأكيد سيكون مهما للتبصير بتاريخ هذه التوقعات وما أفضت إليه من فشل .
صحيح أن مرشحنا قوي لكن قوته تقتضي منا جميعا أن نكون أقوياء وأن نوظف كل قوتنا وطاقتنا حتى نحظى بنتائج مشرفة ومستحقة .
“هذا باط شمن مرادنا نحن هون وحدنا
ولاه شي يعني الفكرون “